الشيعة C
متفرقات
الشيعة .. CA
( كتب , مقالات , بحوث )
تسلسل | الكتاب / الموقع | المؤلف | الرابط |
1 |
العزاء الحسيني
(1) |
كتب وبحوث | |
2 |
|
||
3 | كتاب هكذا جعلوني شيعيا / انسان في التاريخ الاسلامي لاكثر من عشرين عاما | السيد رامي عبد الغني داود | http://alsoal.com/books#13 |
4 | موقع موسوعة اسئلة الشيعة من أهل السنة | http://alsoal.com | |
5 | حديث الغدير | اية الله مكارم الشيرازي | http://arabic.makarem.ir |
6 | آية التطهبر | السيد مرتضى العسكري | http://www.alquran-network.net/ hadithkissae.htm |
7 | حديث الكساء | الشيخ حسين الراضي | www.alradhy.com |
8 | الوثائق الخطية لزيارة عاشوراء | الشيخ حسين الراضي | http://www.alradhy.com |
9 | اين قبر فاطمة عليها السلام | الشيخ حسين الراضي | http://www.alghazaly.org/index.php?id=106 |
10 | عقود الدر النضيد في بعض مناقب الحسين(ع) الشهيد | صالح ابن كمال |
http://www.al-mostafa.info/data/ara bic/depot/gap.php?file= m016023.pdf |
11 | رجال الاصلاح في المذهب الشيعي الامامي | داود سلمان الشويلي | http://www.dahsha.com/old/viewarticle. php?id=34302 |
12 | الامام الحسين (ع) | مامون غريب | http://www.maktbtna2211.com/book/ 2241 |
13 | الحسين (ع) في الفكر المسيحي | انطوان بار |
http://www.m-alhassanain.com /kotob% 20hossain/motafaraqh/hosein _fi_alfekr_ almasihi/index.htm |
14 | انصار الحسين | الشيخ محمد مهدي شمس الدين |
http://www.al-mostafa.info/data /ara bic/ depot3/gap.php?file=009916.pdf |
15 | سطوع نجم الشيعة | جرهارد كونسلمان |
http://al-mostafa.info/data/ara bic/depot2/gap.php?file=019644.pdf |
16 | اصل الشيعة واصولها | محمد حسين كاشف الغطاء | http://islamology.org/mainarabic/ mBeliefs/asel/index.htm |
17 | التسيير الذاتي لانصار الحسين (ع) | محمد على عابدين |
http://al-mostafa.info/data/ara bic/depot2/gap.php?file=004863.pdf |
18 | احياء الميت بفضائل اهل البيت (ع) | جلال الدين السيوطي |
http://al-mostafa.info/data/ara bic/depot3/gap.php?file=m003487.pdf |
19 | فدك في التاريخ | السيد محمد باقر الصدر | http://www.yasoob.org/books/htm1/ m013/14/no1428.html |
20 | رسائل الشعائر الحسينية ج 1 | تاليف مجموعة من العلماء جمع وتحقيق الشيخ محمد الحسون | http://www.aqaed.com/book/620 |
21 | رسائل الشعائر الحسينية ج 2 | تاليف مجموعة من العلماء جمع وتحقيق الشيخ محمد الحسون | http://www.aqaed.com/book/621 |
22 | رسائل الشعائر الحسينية ج 3 | تاليف مجموعة من العلماء جمع وتحقيق الشيخ محمد الحسون | http://www.aqaed.com/book/622 |
23 | الشيعة في مصر من الامام علي (ع) | صالح الورداني | http://alfeker.net/library.php?id=997 |
24 | الماتم الحسيني مشروعيتته واسراره | السيد عبد الحسين شرف الدين | http://alfeker.net/library.php?id=80 |
25 | لمحات من تاريخ الشيعة في الكويت | عبد المحسن يوسف جمال | http://alfeker.net/library.php?id=779 |
26 | السجود على التربة الحسينبة | السيد محمد مهدي الخرسان | http://www.aqaed.com/book/623 |
27 | اية التطهير في مصادر الفريقين | السيد مرتضى العسكري | http://www.alquran-network.net/hadithkissae.htm |
28 | حديث الكساء بين التواتر والوضع | الشيخ حسين الراضي | http://www.alradhy.com |
29 | الوثائق الخطية لكشف التزوير في زيارة عاشوراء | الشيخ حسين الراضي | http://www.alradhy.com |
30 |
الميرزا حسن الحائري الاحقاقي |
||
31 | الارض والتربة الحسينية | الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء | http://alfeker.net/library.php?id=1154 |
32 |
السيد على الاوحد الابطحي |
||
33 |
اثر التشيع على الروايات التاريخيه في القرن الاول |
عبد العزيز محمد نور ولي |
http://www.4shared.com/get/kk2xS5iA/________.html (http://huna-maktbty.blogspot.com/) |
34 |
حق اليقين في معرفة اصول الدين |
السيد عبد الله شبر |
http://ia600503.us.archive.org/29/items/3268732/667978.pdf |
35 |
مشرعة بحار الانوار |
الشيخ محمد اصف محسني |
|
36 | التاريخ في دائرة الضوء 1 | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
37 | التاريخ في دائرة الضوء 2 | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406 |
38 | التاريخ في دائرة الضوء 3 | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
39 |
الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/
|
|
40 | التاريخ في دائرة الضوء 5 |
الشيخ
عقيل الحمداني
|
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
41 | التاريخ في دائرة الضوء 6 | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/
|
42 | الأطروحة_اللطيفة_حول_مزار_السيدة شريفه |
الشيخ
عقيل الحمداني
|
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
43 | المعجم-الشامل-لمعركة-كربلاء-ـ |
الشيخ
عقيل الحمداني
|
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
44 | رياحين_المعرفة_ـ_ 1 |
الشيخ
عقيل الحمداني
|
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
45 | واقعة كربلاء مصحح |
الشيخ
عقيل الحمداني
|
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
46 | رياحين_المعرفة_ـ_ 1 | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
47 | واقعة كربلاء مصحح | الشيخ عقيل الحمداني |
https://www.facebook.com/726909807422789/photos/هاام-مؤلفات-الشيخ-عقيل-الحمداني-بصيغة-pdf-1-التاريخ-في-دائرة-الضوء-1-6-2-جنة-فضا/2331046810342406/ |
48 | الشيوعية كفر والحاد | كاظم الحلفي | |
متفرقات الشيعه C0A
الموضوع |
الرقم |
الموضوع |
|
1 |
سيميائية النص عند الامام علي ابن ابي طالب (ع) مناجاة الصباح انموذجا |
2 |
|
3 |
4 |
جورج جرداق في حوار حول الامام علي (ع) | |
5 |
6 |
المؤسسة التعليمية الدينية الحوزات العلمية عند الشيعة الامامية | |
7 |
8 |
|
|
9 |
|
10 |
|
(1) سيميائية النص عند الامام علي ابن ابي طالب (ع) مناجاة الصباح انموذجا كريم الوائلي للامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) كشوفات فلسفية وتأملية في مؤثثات الامكنة وفي حركة الافلاك وانتظام الكون وسلوكيات الانسان وعلاقة ذلك في النظام الكوني وهو اول من اوجد علاقة بين الوعي الانساني وبين الظواهر الطبيعية والانظمة الكونية وجعل من الموجودات علامات تؤشر الدال وتشير الى المدلول واخضعها لتقنيات التنصيص ومحكومة ببنية النص من الداخل وهو في هذا يعد اول من اكتشف علم العلامات (السيميائية) وتصنيفها بأسلوب بلاغي اقرب الى النظم المعاصر ، بل ، ان الامام علي ورّث لنا اجناس متعددة من بنيويات كلامية ولغوية (لسانية) يتداولها الشعراء اليوم ولكنهم يردونها الى مكتشفين معاصرين دون ان يعلموا ان الامام علي قد صاغ نصوصه بتكثيف رمزي وتأويلي وفلسفي ممتع جعل المتأملون في ملكوت الخالق يرددونها ويتلونها بعذوبة وخشوع ومن المؤكد ان الامام لم يعن بذلك ما يعنيه الشعراء المعاصرون اليوم ممن ابتدعوا قصيدة التفعيلة او القصيدة الحرة انما ما عنى به الامام هو ان يجعل من اللغة وتهذيبها والتدبر فيها مع التأمل الفلسفي والتحليلي للمحيط ممرا الى الهداية ومن ثم وظفها في تحديد الدال والمدلول بتمثل عياني وذهني من اجل الالهام وتلمس الطريق الى الله بدلالة علامات المكان والرمز مع الانقطاع عن المحيط وحبس النفس بحدود المخيال الذهني والذوبان في ذات الخالق حتى الاغماء والغيبوبة ولطالما اغمى على الامام وهو في الاستغراق الذهني متدبرا متأملا ، بمعنى انه اراد ان يرسم للمؤمنين خارطة الوجود سيميائيا لايجاد فهم لغموض ورهبة الكون وعظمة الخالق من خلال تفسير العلامة وتحليلها واستشفاف دور الوظيفة في النظام الكوني والنظام الحركي للاضداد وعلاقة ذلك بالانسان بوصفه العلامة المركزية التي استودع الله بها سره واراد صيانتها من الذنوب والخطايا ، وفي ذلك يقول عليه السلام محللا سيميائية الملكوت ((اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه ، وسرح قطع اليل المظلم بغياهب تلجلجه ، واتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه ، وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه )) ويظهر هذا النص عبقرية الامام وتجاوزه لعصره في استحضار الرمز وتحليله والسير عليه بطرائق تأويلية نحو المرموز كما يظهر النص عمق تبصر الامام بالمكان والعلامة وما تختزنه من دلالة وصولا الى تصور ذهني للمدلول ، والتبلج (في النص) هو الاشراق الباهر للصباح وهو كناية شعورية ذهنية عن النطق (اللغة) واندلاع لسان الصباح هو رمز لحمرة الشروق ، ويرسم الامام صورة ذهنية رائعة لتسريح الليل بغياهب ( العدم الحالك الظلام) تلجلجه ، والتلجلج هو التموج ، والصورة الذهنية المنتجه هنا تبدو قريبة من مشهد بحر هائج معلق في السماء ومضطرب ، بمعنى ان هذا الليل (مات) ذهب ولم يعد هو نفسه مجددا انما هناك ليل آخر سيأتي بعده ، وفي هذا مقاربة فلسفية مع قول هيراقليطس (( انك لا تستحم في النهر مرتين )) وهيراقليطس امن بالتوحد بين الاضداد وان بدت ، حقيقية ، في صراع معللا ذلك بأنه صراع صيرورة العالم ، والامام علي ابن ابي طالب (ع) هنا يثبت هذا الصراع ويكشف الكثير من مضامينه وخفاياه وتجلياته ويتوسل بالمهيمن المطلق على نواميس الكون ونظامه ومعتبر ان سلوك الانسان جزء لا ينفصل عن هذا العالم والقوانين التي تحكمه وفي ذلك اشار الامام الى الانسان بالقول ، وترى نفسك جرما صغيرا وفيك انطوى العالم الاكبر ، ومعتبرا ان خطايا الانسان وجنوحه نحو الاجرام مفسدة لهذا العالم وعلى ذلك فأنه يتوسل (الدعاء) بالله تعالى ومن خلال سيميائية المشد الكوني الشامل وعلاماته (آياته) ان يحصن الانسان ويصونه من ابتلاءات مكنونه الأّمار بالسلوكيات المائلة عن نواميس التوافق بين الظواهر الكونية وانعكاساتها في الوعي الاجتماعي للبشر ، (( يامن دل على ذاته بذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ، وجل عن ملاءمة كيفياته ، يا من قرب من خطوات الظنون ، وبعد عن لحظات العيون ، وعلم بما كان قبل ان يكون ، يا من ارقدني في مهاد امنه وامانه ، وايقظني الى ما منحني به مننه واحسانه ، وكف اكف السوء عني بيده وسلطانه )) وفي هذا النص يجتمع علم الليسانيات مع علم النفس الذي كان جزء من الفلسفة لتحليل العلامة كي يقدم تفسيرا للموجودات وفهما لانظمة الكون وحركته واستنباط طرائق للتقرب من الله تعالى ودعاءه ليشمل الانسان بالحماية والرحمة ضمن نظام الكون وقوانينه . وللامام علي السبق قبل الكثيرين ممن اشتغلوا على السيميائية بزمن طويل امثال بيرس وسوسير بل انه تفوق عليهما على الرغم من بعد العهد في انتاج نص يمزج بين الليسانيات (اللغة) والفلسفة والدفع بالانسان نحو الاهتداء الى خالقه بطرائق عدة . وفي النص الذي يليه يستقدم علامات عائمة في الفضاء الكوني يجسد فيها الرسول الاعظم (ص) ويدعو له (( صل اللهم على الدليل اليك في الليل الاليل ، والماسك من اسبابك بحبل الشرف الاطول ، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الاعبل ، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الاول )) فالعلامات والرموز المصنفة هنا بأتقان مثل اليل الحالك السواد (الاليل) و (الكاهل الاعبل) وتوازن المنطق وصلابة الجنان في ثبوت القدم على منزلقات (زحاليف) الهوى وتردي الذات نحو التدني والرداءة الى جاب انتظام المفردة المنتقاة وجماليتها وبلاغتها واثرها النفسي لهي تجسيد واظح وجلي لسيميائية النص العلوي حتى وان بدت متسقة مع مستويات الوعي الاجتماعي في ذلك العهد . · * تعتبر اول دراسة من نوعها |
(2) الشيعة وعبد الناصر محمد سعيد الطريحي http://www.shehadaat.com/inp/view.asp?ID=148
منذ قدوم السيدة زينب إلى مصر، احتضن المصريون أغصان الدوحة الطاهرة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلقوا بهم وهم أحياء بينهم، وحفظوا سيرتهم بعد رحيلهم، و أضفوا مكنونهم الثقافي والروحي على صفاتهم، واقتدوا بهم، وشهدت مصر الفاطمية عصراً من أزهى عصورها الإسلامية، وتأسس الأزهر الشريف، ودار الحكمة الفاطمية، ولا تزال إنجازات الفاطميين الروحية في قبب مصر و منائرها وعمائرها وشوارعها وتقاليد أبنائها وأعيادهم ومواسمهم وامثالهم، لم تغير منها توالي الإعصار والدهور، ومنذ أن نكبت مصر بزوال حكمهم سنة 567هـ (1171م) لم تشهد (قاهرة المعز لدين الله الفاطمي) عصراً أعظم من عصر عبدالناصر انفتاحاً على الشيعة ورغبة صادقة في التقارب المذهبي ولا أدل على ذلك من الفتوى التاريخية لشيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت في الاعتراف بالشيعة مذهباً خامساً للإسلام إضافة إلى مواقف عبد الناصر وعلاقته الحميمة بزعماء الشيعة ودعمه لقضاياهم في العراق وإيران والشام وأمريكا، وقد بادله الشيعة حباً بحب واستمرت قياداتهم الدينية على صلة وثيقة به حتى وفاته. وفي هذه السلسلة من الأبحاث نلقي الضوء على العلاقة بين الجانبين وقد نمت واضطردت على مر السنين حتى تحقق للشيعة في أيامه ما لم يتحقق من آمالهم في بلدان هم فيه أكثرية. وفي هذه الحلقة نبحث الواقعة التاريخية لتظاهرات النجف البطولية انتصارا لمصر العروبة والإسلام بعد تعرضها للعدوان الثلاثي عام 1956. موقف الشيعة من العدوان الثلاثي على مصر عرف الشيعة بمواقفهم المشهودة في الدفاع عن قضايا امتنا العادلة، وهناك شواهد كثيرة تدل على تضحياتهم ودعمهم لحركات التحرر والاستقلال والوثبات الوطنية في العراق والوطن العربي والعالم الإسلامي، ومن ذلك مواقفهم من المحتلين البرتغال ومن بعدهم الإنجليز في الهند وموقف الداعم لصد الغزو الروسي والإنجليزي لإيران والغزو الإيطالي لليبيا والغزو الفرنسي للمغرب والجزائر، وفي العراق حركتهم ضد الاحتلال الإنجليزي وهو ما يزال يتحرك في خليج البصرة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها سنة 1914 فقامت على يدهم وبمساعدة إخوانهم الكرد وحرب الشعيبة ضد المحتلين، ومن بعدها شهدت النجف انتفاضتها في 19 آذار 1918 ضد الإنجليز وطردتهم من النجف ثم اندلعت ثورة العشرين تلبية لنداء المراجع الدينية الذي جاء منسجماً مع الروح الوطنية التي سادت جميع أنحاء العراق، ولا ننسى فتاوى العلماء المساندة لحركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 ، تلك الوثبة التي كان هدفها إبعاد المحتل الغاصب وأعوانه من ارض الوطن، وما أن حدثت محنة مصر المعروفة عام 1956 ومواجهتها الباسلة للعدوان الثلاثي إلا وكان وقع المحنة شديداً على المسلمين في جميع القارات وكان الاستياء عاماً في صفوفهم ، وكعادة (النجف الاشرف) فإنها كانت سباقة للتنديد بهذا العدوان، فصدرت فتاوى العلماء التي توجت الجهاد من اجل مصر، وقامت التظاهرات الكبرى وتجمع المؤمنون للتبرع والتطوع لمصر، وكانت (حوادث النجف) التي ذكرها غير مرة الرئيس عبد الناصر وشكرها على موقفها المساند، وكانت الشرارة الأولى لاندلاع التأييد الشعبي العراقي الذي هز العراق من جنوبه إلى شماله لا تنديداً بالعدوان وحسب وانما للمطالبة بسقوط حكومة نوري السعيد وموقفها المخزي المساند للعدوان لارتباطها بحلف بغداد. ففي صبيحة يوم 26-11-1956 حصل العدوان الثلاثي على مصر ولم تمض ساعات على سماع أبناء النجف الخبر حتى خرجت جماهير المدينة متظاهرة في شوارع المدينة ومنددة بالعدوان، ورفعت شعارات التنديد بسقوط بريطانيا وفرنسا و(إسرائيل) وسرعان ما كانت الشعارات موجهة لنوري السعيد وحكومته وردد الطلاب (الموت لنوري)، وكان طلبة ثانوية الخورنق ومتوسطة السدير في مقدمة المتظاهرين الذين اجتمع عليهم خلال المسير آلاف من أبناء الشعب من رجال دين وكسبة وعمال واتجهت المظاهرة إلى السوق الكبير فأغلق التجار محلاتهم احتراماً وتضامناً مع المظاهرة، وفي اليوم الثاني استمرت المظاهرات لكن قوات الشرطة كانت قد ملأت شوارع النجف استعداداً لقمع المتظاهرين وتخويفاً لهم، لكن الطلبة واجهوا الرصاص يدون خوف ولا وجل، ومن بين قادة المتظاهرين الأستاذ أحمد الحبوبي النجفي وكان في حينها رئيساً لفرع حزب الاستقلال في النجف وممثلاً لجبهة الاتحاد الوطني في النجف (ومقرها بغداد) وبحسب الذكريات التي دونٌاها عن الأستاذ الحبوبي ، فانه يتذكر إن في مقدمة أولئك الشباب الذين واجهوا بصدورهم إرهاب الشرطة : مهدي محسن بحر، حسين كمونة، علي كمونة، عبد الأمير مدٌيد، حسون مدٌيد، عبد الأمير عمارة، حمد الوائلي، سمير الحلو، أمير الحلو، باقر السلامي، جواد الغراوي، خضر الساعدي، جودي الساعدي، باقر الفاضلي، حاتم راضي، خضير العنبوري، محمد الحبوبي، علي الحبوبي، محسن البهادلي، عبد الأمير الوائلي، كاظم المقرم، محمد علي المقرم، حسن الجصاني، حسين الجصاني، صادق الجصاني، علي الحلو، هاشم الطالقاني، فاضل مرضي، عبدالاله النصراوي، عباس الجابري، كاظم كلو، عزيز الشيخ راضي، جبر الحداد، مفيد الجابري، جعفر الطيار، فاهم العامري، عبدالرسول العبايجي، عبد الأمير الطرفي، وقد أصيب بعضهم بجروح، لكن التظاهرة وصلت إلي الصحن الشريف، وفي اليوم الثالث قامت الشرطة بتطويق مدرستي الخورنق والسدير ومنعت الطلاب من الخروج وكان مدير الشرطة على رأس هذه القوات قد أعطى أمره باطلاق الرصاص على المتظاهرين . وهنا استشهد بكلام قاضي تحقيق النجف السيد باقر كمال الدين الذي شهد الأحداث بنفسه حيث ذكر إن معاون الشرطة مع عدد من أفراد الشرطة قام بكسر قفل باب متوسطة الخورنق ودخلوا عنوة إلى المدرسة (وكان طلابها يهتفون ضد العدوان) ولما دخلوا المدرسة كانت شرطة الأمن كلها مسلحة بالهراوات والمسدسات والخناجر وكل واحد يحمل ثلاث أشكال من السلاح ، واخذوا يرمون الطلاب بالرصاص ويضربونهم بالخناجر والهراوات ومن جراء ذلك جرح اثنان واربعون طالباً، أحد عشر منهم كانت جروحهم بليغة وارسلوا إلى مستشفى الفرات الأوسط والبعض ضمدوا في مستشفى النجف، واسماء الجرحى الخطرين: محمود حسين، مراد مويني، علي كريم، صبيح رسول، عبدالحسين عبدالمحسن، محمد كاظم الحبوبي، إبراهيم موسى، احمد عبد كافي، أمين عبد النبي، عبد الرزاق مهدي، علي سعيد، وأحد عشر طالباً كانت جروحهم نارية وكانت جروح بليغة، وتوفي في المدرسة عبد الحسين سبط آية الله السيد حسن الحمامي، وقد رأى قاضي التحقيق المذكور جثته وروى قصة استشهاده المؤثرة جداً، فقد ضربه أحد الشرطة بالمسدس فأصابته طلقة في رأسه من الجهة اليسرى وخرجت من آخر رأسه، وقد رأى مخه مبعثراً ومتناثراً في حرم المدرسة بعد أن سقط (الطالب الشهيد) من سبعة درجات تقريباً، وكانت رجله مشجة على الجدار والحرم المدرسي مليء بدمائه ، وما أن وصل خبر استشهاد الطالب المرحوم الشهيد عبد الحسين محمد جواد آل الشيخ راضي إلى عامة الأهالي خرج الجميع في تظاهرة كبرى منددين بالسلطة، والتحمت قوات الأمن مع الأهالي في محلات النجف المختلفة، وحل الخوف والفزع لدى الحكومة فأرسلت شرطة إضافية، قال الحسني: ( إنها جاءت بهم من أطراف الموصل بينها اليزيدي والشبكي والكردي ، وأوعزت إلى الجيش أن يحتل المدينة للسيطرة على الوضع العام ) وجاء في إفادة باقر كمال الدين : (( جاءت الشرطة من الشمال وكانت سرية بأمرة المعاون احمد صالح وفصيل آخر بأمرة المعاون صباح يعقوب وفصيل آخر بأمرة المعاون عبد الرحيم عريم ، وفصيل آخر بأمرة سيف الدين نوري )) قال (( وحول الصحن خرجت مظاهرة فقتل عبد الأمير ناصر الصايغ واموري بن علي الفيخراني )) وجرح شخص آخر ، وفي نفس اليوم استشهد الطالب الشهيد احمد علي الدجيلي من مدرسة السدير . ويصف الحبوبي الحالة في النجف بهد هذه الحوادث قائلاً : ( وانقلبت الأوضاع وسيطر الناس على مقاليد الأمور وأغلقت الحوانيت أبوابها في السوق الكبير وسوق الحويش وسوق العمارة ، وكل دكاكين الشوارع فاختفى رجال الشرطة من الشوارع ولجأوا إلى السرايا وأغلقوا عليهم الأبواب خوفاً من غضب الجماهير ، وشكلت لجنة لإدارة شؤون البلدة وتيسير أمور التظاهرات والاحتجاج والحفاظ على أمن الناس ، وكان أحد أعضائها المرحوم الشيخ أحمد الجزائري نجل آية الله الشيخ عبد الكريم الجزائري ، وكان من مهام اللجنة أيضا : 1. استمرار التظاهرات والإضرابات لأطول مدة ممكنة لعل مدناً عراقية أخرى تحذو حذو النجف في ذلك ، وفعلاً امتدت التظاهرات إلى حوالي الشهرين ، وعمت بغداد التظاهرات والغضب ، كما امتد الاحتجاج على حوادث النجف إلى الألوية الشمالية كركوك واربيل والسليمانية والموصل ، وقامت تظاهرة كبيرة في الكوت ( الحي ) . 2. استمرار غلق أسواق وحوانيت النجف ( عدا المخابز ) ورفض بيع وشراء أية سلعة مهما كانت ، تضامناً مع الشعب المصري وإحراجا للحكومة وليشعر الناس بجدية العمل الوطني . 3. المحافظة على أمن النجف ومنع أية تجاوزات قد تحصل من جراء غياب قوات الأمن ، قد يستغله بعض ضعاف النفوس ولكن أمراً من هذا لم يحدث قط ، وكان كل النجفيين في مستوى القضية وأهميتها . 4. مواصلة الاتصال برجال الدين الأفاضل وعدم الانقطاع عنهم وتزويدهم أولاً بأول كل المستجدات . وقد ذكر السيد باقر كمال الدين إن النجف لم تأبه للسلطة وقواتها مطلقاً ، وان الإضرابات والمظاهرات بالنجف دامت أكثر من شهرين ، وكانت بعض الأوقات تخرج ثلاث مرات صباحاً وظهراً وعصراً ، وحدث أن قتل في بعضها بعض الأفراد وجرح آخرون . وتحدث السيد عبد الرزاق رجيب مدير المدرسة التي استشهد فيها أحد الطلاب في النجف أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة في 27-1-1959 عن شهادته ورؤيته لذلك الاعتداء حيث أكد المعلومات السابقة وذكر إن أعمار الطلاب المحاصرين لم تكن تتجاوز السادسة عشر وانهم هوجموا بوحشية بالغة وكان الشرطة يتتبعونهم من صف إلى آخر ، وصعد قسم من الطلاب إلى الطابق العلوي وهم جرحى ولكن الشرطة لاحقتهم وضربتهم بدون رحمة ، وان الإهانات والسب والشتم لحق بالمدرسين كذلك . وفي اليوم المذكور أدلى قائمقام النجف _ أيام الحادثة _ بشهادته كذلك وهو السيد محمد حسن صادق والقى بلومه على الشرطة وخاصة معاون الشرطة وانه اتصل بحسين السعد وكان متصرفاً لكربلاء طالباً منه إخراج معاون الشرطة ، لكن المتصرف لم يكن متعاوناً ، وبعد يومين أرسل المعاون إلى كربلاء ونقل بعدها إلى كركوك ثم أحيل على التقاعد ، وان القائمقام كتب تقريراً بالحادثة قدمه إلى مجلس الوزراء الذي أنكر ما فيه ( بحسب قوله ) ولهذا طلب منه متصرف كربلاء الانصراف من النجف إلى المقدادية . وأيد الحبوبي حكاية القائمقام المذكورة بعدم تعاون المنصرف مع أهل النجف ، إذ إن المتصرف المذكور طلب مشائخ النجف واحتجزهم في شغاثة ( عين تمر ) وكان منهم : الشيخ كردي عطية أبو كلل ، الحاج كَنيوي العكايشي ، شاكر شربة ، راضي الحاج سعد الحاج راضي ، نوري السيد سليمان والسيد حسين جريو وغيرهم ولما كان الموقف محرجاً للحكومة لعدم انصياع الأهالي لها ، فقد قامت بإرسال الوزير عبد الرسول الخالصي والشيخ محمد العريبي وآخرون لمقابلة رجال الدين في النجف ولتهدأة الأمور فيها ، ولما علمت اللجنة المشرفة بوصول هذا الوفد الحكومي عملت على إفشال مهمته ، وقد لعب دوراً كبيراً في ذلك الشيخ احمد الجزائري ( رحمه الله ) ، وفي أثناء زيارة للوفد قام وزير المعارف خليل كنة بمخابرة آية الله الشيخ عبد الكريم الجزائري فانهال الأخير عليه بكلام يحمله ويحمل الحكومة مسؤولية الجرائم التي وقعت في النجف ، وهكذا اسقط في يد الوفد الحكومي فانصرف خائباً ، واستمر الإضراب والتظاهر في النجف قائماً وديست كرامة الحكومة وانتهكت حرمة قوانينها ومزقت الأعلام التي كانت ترفرف على دوائرها فعمدت السلطة إلى القوة واطلقت النار غير مرة على المتظاهرين ، لكنهم كانوا غير مبالين بالمرة ، وكانت اللجنة على اتصال برئيس حزب الاستقلال الأستاذ محمد مهدي كبة وقد التقاه الأستاذ احمد الحبوبي لبحث ما آل إليه الوضع في النجف ، واخيراً قدم إلى النجف الوزير ضياء جعفر على رأس وفد وزاري والتقى بعلماء النجف ، وأمر العلماء بعد ذلك بفك الإضراب ورفع التظاهر وفتح الأسواق ، وبعد ثورة 14 تموز 1958 حملت المحكمة العسكرية العليا الخاصة الوزير الراحل سعيد قزاز مسؤولية ما حصل في النجف ، وبحثت المسألة مفصلاً في الجلسة الحادية والسبعون من القضية (22) باعتباره كان وزيرا للداخلية حينئذ وكان من الشهود عليه مجموعة منهم : صالح زكي مصلح قائد القوات للإدارة العرفية للمنطقة الرابعة عند العدوان الثلاثي على مصر ، وقد ورد في سير تلك المحاكمات وضمن قرار التجريم الصادر في 4 شباط 1959 مؤازرة السيد قزاز وتأييد للوحشية والفضاعة ( كذا ) التي تمت بها تلك الجرائم النكراء . صدى العدوان على مصر في الشعر العربي ما أن أعلنت فتاوى المراجع وترددت أنباء العدوان على مصر حتى انطلقت حناجر أبناء الأمة ، فالقى الخطباء وانشد الشعراء ، ولو جمع ذلك لألفت مجاميع رائعة من أدب الفداء العالي ، ومن بين تلك القصائد ما أنشده الشيخ محمد علي اليعقوبي الخطيب الحسيني ، ومما قاله : لظى الحرب في ( مصر ) قد اوقدت ونافح ضرمتـــها ( ايدن ) فهب ( العراق ) وثار ( الحجــاز ) وساند ( سورية ) ( الاردن ) ( ألندن ) تحمي الشعوب الضعاف وفيما ادعــت كذبت ( لندن ) وفيها يصف عبد الناصر : ( جمال ) حجـى ونهى فاتن وأي الجماليــن لا يفتن تلذ المسامع فــي ذكـــره وتشتاق رؤيتــه الأعين شرى عرة الشعب بالتضحيات ومن يشتري العز لا يغبن
وقال في قصيدة أخرى مادحاً عبد الناصر : لقد صبرت ( مصر ) زمانا فجاءها زعيم على حمل الأذى لم يطق صبرا يدبر بالفكر الســـديد أمورهــا ولم يبق رأيــاً للعـــدو ولا فكرا يؤازره شعب به شـــــد أزره وأي غيـــور لا يشـــد له أزرا وكم في مضاميـــر السياسة قبله رجال جـــرت للسبق لكنه أجرى تسامى على الأبطال في الشرق قدره ولاعجب فالشرق فيـــه سما قدرا كفى مصر فخراً يا ( جمال ) وعزة بأنك قد ألبستها العــــز والفخرا ستجزى مساعيك الدهور بشكــرها وان كنت لا تبغي جزاءً ولا شكـرا تقدم إلى العليا فخلفك أمــــــة تشاطرك السراء في الحرب والضرا وليس الفتى من يذخر المال إنمـــا فتـى القوم من أمسى له شعبه ذخرا وقال السيد محمد جواد فضل الله : إيه ( جمال ) الفاتحين وحسبنـا أن تجتلى من فجرك الأنوار هذي رؤياك ترف فـــي آفاقنا دنيا يخــر لمجدها الجبار يا باعثاً روح النضال صـواعقاً فيها تصــدع للطغاة ديار يا ناهضاً .. والمجد فـي أعتابه نام .. ومجد الخائنيـن بوار هذي القناة يرف فـــي آفاقها علم تلوذ بظله الأحـــرار واريت فيها للعروبة مـــوطناً تجني ثمار نبوغــه الأدوار وثائق بيان رسمي عن حوادث النجف (حدثت في 24 من الشهر الجاري مظاهرة في النجف بتحريض فئة معينة اشترك فيها عدد من الطلاب والاهلين على نحو يخل بالأمن والسكينة العامة فاضطرت قوات الأمن إلى تفريقهم فاصيب عدد من أفراد الشرطة وبعض المتظاهرين باصابات مختلفة توفي على أثرها مع الأسف اثنان من الاهلين وهما : عبد الحسين الشيخ راضي وأحمد علي الدجيلي ، إن الحالة في النجف هادئة وتعود المدينة إلى استئناف حياتها الطبيعية كما إن التحقيقات تجري الآن في هذا الحادث المؤسف لاظهار المحرضين ومعاقبة المقصرين ) و. مدير التوجيه والإذاعة العام برقيات علماء واعيان النجف إلى الملك بشأن النجف جلالة الملك المعظم : حالة النجف مضطربة لإراقة دماء الأطفال الأبرياء داخل مدارسهم ، وهتك حرمتها ، ولا تهدأ إلا بانزال العقوبات الشديدة بالمعتدين ، عالجوا الوضع بالحل السريع قبل أن يتفاقم الأمر . الشيخ عبد الكريم الجزائري كان لهجوم الشرطة الوحشي على مدارس النجف وقتل الطلاب الأبرياء أعنف الأثر في النفوس عامة ، نطلب المبادرة إلى ازالة أسباب التوتر والضرب على أيدي المعتدين . السيد حسين الحمامي إن الاعتداء على أولادنا الأبرياء وهم في معاهدهم أوجب استياءنا وإثارة سخط الجميع ، أملنا بجلالتكم تلافي الوضع قبل فوات الأوان ومحاسبة المعتدين الشيخ محمد كاظم الشيخ راضي إن إراقة الدماء البريئة بشكلها الوحشي الفظيع في بلدنا المقدس لتدعو إلى القلق والاستنكار العظيمين ، ومن المؤسف إعفاء الحكومة عن ذلك كله وسلوكها طريق الإرهاب لعموم الطبقات . السيد محسن الحكيم إطلاق الرصاص على الأبرياء العزل في مدينة النجف المقدسة أثار سخط واستنكار الأوساط العلمية نأمل منكم معالجة الأمر ووضع حد لهذه الحوادث المؤلمة . السيد علي بحر العلوم برقية المحامين إلى الملك روعت النجف بالعدوان الصارخ الذي حدث صباح أمس الأول عندما أطلقت الشرطة نيرانها على الطلاب الأبرياء في داخل المدارس والصفوف وان الأرواح البريئة التي راحت ضحية هذا العمل المتهور تدعونا أن نستنجد بجلالتكم التدخل لمحاسبة المسؤولين الذين أهانوا دور العلم واستهانوا بالقيم الأخلاقية وإيقاع العقوبات الرادعة وشفاء لغليل أمهات وآباء الشهداء وتطبيقا لخواطر نفوس هذه المدينة المنتهكة . احمد الحبوبي المحامي عن خمسة عشر محام الإمام عبد الحسين شرف الدين يقدم نفسه جندياً متطوعاً في صفوف جيش مصر والعروبة أعلن الإمام عبد الحسين شرف الدين بواسطة مندوب ( وكالة أنباء الشرق الأوسط) في لبنان الذي زاره في مقره في صورة الفتوى التالية : بسم الله الرحمن الرحيم في هذه الفترة الحاسمة التي يمتحن بها الاستعمار مناعة الإنسان في الحرية وتقرير المصير ، في هذه الفترة التي يغزو بها الاستعمار مصر المجاهدة ، ابتهل إلى الله عز وعلا أن ينصر الحق ويزهق الباطل ، واناشد أخواني في الله تعالى ، علماء الدين في كل مكان أن يقولوا كلمتهم فتوى صارخة توقظ النائمين وتقيم القاعدين وتدفع إلى الدفاع عن معقل هو أعز معاقلنا ، تحت راية الحق يحملها جمال عبد الناصر الذي اصبح فكرة في عقولنا ، وخفقة في صدورنا ، وانساناً في عيوننا . وأهيب بجميع أبناءنا في الله في المشرق والمغرب إلى الاشتراك في معركة تقرير المصير هذه ، واعلان الحرب على الاستعمار الذي جعل من شرعة حقوق الإنسان شريعة قراصنة وذؤبان ، يغدر بالوطن المؤمن الآمن فيتسور عليه جوه وأرضه ونيله ، ويلتحم معه ناباً مسموماً وظفراً لئيماً في حرب ابادة ، فيرى فيه الموطن العظيم شعبا وجيشا ورئيسا . ألا وان الاستعمار الغربي يغزونا في عقر دارنا معتديا غاشما . ألا وان من مات دون حفنة من تراب وطنه مات شهيدا . كلية منتدى النشر تبرق للأزهر الشريف برقية الشيخ محمد رضا المظفر إلى شيخ الأزهر وبعض الجهات السياسية في مصر العربية بسم الله الرحمن الرحيم محافل النجف الاشرف تعج صارخة إليه تعالى بدعائها لإنقاذ مصر المسلمة وتبتهل إليه أن يأخذ بناصركم ويرفع لواءكم والقلوب تقطر دماً من الاعتداء الصارخ الذي تقوم به وحشية أعداء الإسلام والإنسانية ، والمسلمون في جميع البلاد يد واحدة في شد أزركم . عميد كلية منتدى النشر – النجف الاشرف – تشرين الثاني 1956 بيان قائد القوات العسكرية المرابطة في بغداد يطلب من الأهالي التوقف عن الإضراب إلى الشعب العراقي الكريم في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف دقيقة تتطلب منا توحيد الجهود وتضافرها لضمان نصرة القضية العربية ، تسعى بعض الفئات من حملة المبادئ الهدامة التي ما انفكت تعرقل هذه الجهود وتلك المساعي لإحباطها عابثة بأمن البلاد وسلامتها باندساسها بين صفوف الشعب بمختلف صفوفه ، مستغلة طيبة ضميرهم بتحريضهم لخلق المشاكل وبث روح الشغب والانشقاق فتؤثر على بعض ضعاف النفوس للقيام بالإضراب غير مبالية بما قد يولده ذلك من أثر سيئ على البلاد ورفاهية الفرد العراقي ، وبالتالي تعرض الأمن العام إلى الاضطراب والفوضى ، وليعلم الشعب العراقي الكريم بأننا استنادا إلى السلطة المخولة لنا كفيلون في المحافظة على الأمن والنظام العام باستخدام الطرق الناجعة للحد من تصرفات هذه الشرذمة من الهدامين وانزال اشد العقوبات بحقهم وعليه نحذر أفراد الشعب أرباب المهن واصحاب المحلات التجارية وغيرها بأنهم سيعرضون أنفسهم إلى نفس العقوبات في حالة استجابتهم لتلك التحريضات المقصود منها خلق الفوضى بإغلاق محلاتهم التجارية وغيرها أو أن يتقاعسوا عن الأخبار عن المحرضين وفق أحكام المادة (15) من مرسوم الإدارة العرفية رقم 18 لسنة 1935 على إن ذلك لا يمنع من توقيع عقوبة اشد حيث يقضي بها قانون العقوبات البغدادي أو القوانين الأخرى ، ولنا وطيد الأمل بأن لا ينصاع أفراد الشعب إلى تحريضات تلك الفئة بالانخداع بأقوالها التي تخفي وراءها النوايا الخبيثة ويقدروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم باعتبارهم أفرادا في هذا المجتمع يعيشون به ويخبروا اقرب مركز شرطة للقبض عليها بإحالتها إلى المجلس العرفي العسكري لتنال عقابها . قائد القوات العسكرية ببغداد 28 تشرين الثاني 1956 · استاذ الاديان في جامعة روتردام الاسلامية
|
(3) مقالات جعفر رجب http://www.alraimedia.com/Alrai/AuthorArticles.aspx?id=1343
|
( 4 ) جورج جرداق في حوار حول الامام علي (ع) في مولده http://www.alhak.org/vb/showthread.php?p=236364 رحم الله بولس سلامة ، أذكر له من ( ملحمة عيد الغدير ) قوله جلجل الحب في المسيحي حتى عد من فرط حبه علويا مهدي
اجرت الحوار: ولاء إبراهيم حمود علي وحقوق الإنسان، بين علي والثورة الفرنسية، علي وسقراط، علي وعصره، علي والقومية العربية. عُدْتُ من حواره، كما أتيت، أُخفي بين السطور أضعاف ما اتفقنا عليه في حب عليّ (ع) وما اختلفنا فيه حول غير «عليّ». أنهيت الحوار مقتنعةً بأنّ عمق خلافاتنا لم يفسد في عشقِ عليٍّ قضية، لأن جورج جرداق يترنَّمُ بعشق عليّ (ع) لا على دينٍ أو مذهبٍ ما، بل على قاعدة «كونوا أحراراً في دنياكم»، حباً له ورفضاً لسواه. لذلك أترك أجابته عن سؤالي الأخير، مسك ختام، لأكثر حواراتي إرهاقاً ونزاعاً وهي تستحق عَناءَ قراءة ما سبقها، لأنها خلاصة حبّ عليّ (ع) في قلبٍ مسيحي، يراه ركناً من أركانِ الإنسانية كافةً في كل مكان وزمان... وعلى هذه الرائعة اتفقنا وافترقنا. والآن إلى بعضٍ من تفاصيل حوارٍ شاقٍ وطويل، لكنه لأجل عليّ (ع) جميلٌ، نبيلٌ، جليل. * إنّه أكبر ممّا يقال عنه ما هي أبرز دوافعك للكتابة عن عليّ بنِ أبي طالب(ع)؟ ولدتُ في منطقةٍ مسيحية «مرجعيون» يتفاخر أهلها بالتاريخ العربي وعظمائه، فأخي الكبير فؤاد كان يُسمِعُ زوارنا قصائده في مدحِ عليّ. كنت أختزنها طفلاً وأتأثر بها، فاندفعتُ إلى ينابيع مرجعيون، أَهرب من المدرسة، إلى ظلال أشجارها، أقرأ ديوان المتنبي ومجمع البحرين. كافأني أخي بنهج البلاغة، فحفظته غيباً، والتصقت في ذهني صورةٌ مبهمةٌ لرجلٍ عظيم. وعندما بدأت التدريس في شبابي، أعدت قراءة ما كتبه عن عليّ كلٌ من طه حسين وعباس محمود العقاد. شعرت أنه أكبر ممّا يقال عنه، وعندما أعدت قراءة نهج البلاغة، تأكدت أن عليّاً لم يُنصَفْ في كتاباتهما، فقررت الدخول في معركة خضتها بكتابي «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية» وأنا دون الثلاثين من العمر. - لماذا اخترت للكتابة عن علي عناوين مثل «علي والقومية العربية»؟ وما علاقة علي بسقراط والثورة الفرنسية لتختارها عناوين لأجزاء كتابك؟ لأنني رأيته ركناً من أركان كلِّ قومية بين بني الإنسان، كما رأيت باستير وجان جاك روسو وفولتير، الذين أفادوا بإنجازاتهم العلمية والفكرية كل القوميات على الأرض لا في بلادهم فقط، ورداً على من اعتبر التشيع طعناً في القومية العربية. كتبت أيضاً «عليّ والقومية العربية». أردته توضيحاً للقومية، كما أفهمها من عليّ بن أبي طالب (ع)، مُلْمَحاً إنسانياً راقياً، وإن لم تكن كذلك، فلا قيمة لها، فهي في فهمهم عصبية عصرية، وعليٌّ في هذا المجال يخدم كلَّ قومية في العالم، لذلك بدأت معه «عليٌّ وحقوق الإنسان». - ماذا عن موضوع ولايته؟ ألمْ تره عبر قراءاتك صاحب حقٍ وقضية؟ وماذا عن صورته اليوم لديك، هل اختلفت ملامحها عن تلك التي دفعت ابن الثلاثين إلى كتابته صوتاً للعدالة الإنسانية؟ إنه أمرٌ واضح، له وحده الحقّ بالولاية، مع إصراري أن عظيماً بحجم عليّ؛ هو أكبر من كل ولاية، إنه إحدى العبقريات الكبرى في التاريخ ومن آباء الإنسانية الكبار، لا للشيعة وحدهم، فهو لم يتعصب لنفسه يوماً، بل ترك الدرع لمسيحي حكم له بها القاضي، لأنه لم يجد لدى الإمام دليلاً، فتبعه المسيحي، معترفاً ومعيداً له الدرع، مقاتلاً معه حتى قُتل. * المرأة في حياة عليّ - لماذا غابت «المرأة في حياة عليّ» عن عناوين كتابكَ؟ إن ظروفه الصعبة، في الحروب المتتالية، لم تسمح له بأن يهتم بهذا الموضوع. خاصةً أنّ ما خاضه في معركة الجمل غيّب عني دور المرأة في حياته. ما ذكرته ليس سبباً لغياب علاقته الإنسانية بالمرأة عن كتابك الذي يردّد أصداء عدالته التي غمرت المرأة حنواً... فهي عنده ريحانة، وهنّ شقائق الرجال... فأوقفني بإشارةٍ من يده... أنت تلفتين انتباهي، في سؤالكِ، لأمر لم ألتفت له من قبل على أهميته في هذا العصر... على كلٍّ أنا نظرت إليه ككلّ، إلى نظرته الشاملة إلى الإنسان رجلاً وامرأة. ربما لو كان ضد المرأة، لكتبت عنه، لأنه سيكون شيئاً غريباً عن عظمة شخصيته. - إذاً، ما هو العنوان الذي يمكن أن يضيفه جورج جرداق إلى كتابه؟ ولمن توجهه اليوم؟ «هذا إمامكم»، وأُوجهه إلى حكام العالم قاطبةً، وصانعي الأنظمة السياسية والاجتماعية، ولن أنسى طبعاً المرأة في حياة عليّ». * نظرته للاجتماع الإنساني ما هي أهم صفات الإمام «علي» التي نحتاجها اليوم؟ نظرته للاجتماع الإنساني وأنظمته، وذلك في قوله «ما رأيت نعمةً موفورة إلا وإلى جانبها حقٌّ مضيع» (1) وفي مكان آخر: «ما جاع فقيرٌ إلا بما متع به غني» (2). لقد سبق الإمام عليّ كارل ماركس بألف وأربعمئة سنة، لذلك، أراه يختلف عن الأنبياء ويفوقهم بنظرته للإنسانية. - وبهذه الكلمة، ألا تبدو شيعياً أكثر تعصباً من الشيعة أنفسهم؟ لا، لست شيعياً ولا متديناً أصلاً، لكنني موضوعيٌّ جداً، وأنا معجبٌ بالأوروبيين أكثر، لأنهم يرفعون له صورة مستوحاة من سيرته، في إحدى كنائس روما. - ما هي أبرز الملامح المشتركة بين علي بن أبي طالب وعيسى ابن مريم، حتى قال له النبي يوماً: «يا عليّ إن فيك مثلاً من عيسى ابن مريم» (3)؟ صحيح، وهو أجمل ما قيل في هذا الموضوع. وعليّ أقرب الجميع إلى المسيح، والملامح كثيرة.. فالمسيح قال مستغفراً لصالبيه: اغفر الله، إنّهم لا يدرون ما يفعلون... وعليّ رفع السيف عن عدوه، كأنه يقول انهض، أنت لا تدري ما تفعل. ولطالما عفا عن أخصامه في الصراع، بل وأكرم عائشة بعد معركة الجمل. كما قال المسيح يوماً: «أحبُّوا مبغضيكم وباركوا لاعنيكم». وقلت لكِ إنهم في أوروبا، وفي القرون الوسطى، كانوا يعتبرون الإمام وليّاً مسيحياً لأنهم قرأوه فوجدوه إلى المسيح أقرب، وهو القائل: «اقرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح» (4). * كل ما فيه عظيم - وأنت بالتحديد ما أكثر ما جذبك إلى عليّ وأعجبك فيه: قوّته أم إنسانيّته أم مواقفه الفذّة؟. كل ما في عليّ عظيم، إنّه العظمة بذاتها.. وبساطتها فيه أكثر ما أعجبني، تواضعه، وصفاته قيمٌ لا تتغير، وهي السَّاعية في ثباتها إلى تعميق ثبات الإنسان على دروب الحقّ بإعلاء روحيته وترقية إحساسه بإنسانيّته، وهذه نحتاجها في كل عصر. وهو في كل مواقفه قوي يعفو عند المقدرة. وتأمين سلامة عائشة وإكرامها بعد معركة الجمل خير دليل. وإن شخصيته المؤسسة على القيم سمحت بتأمين الماء لجيش معاوية. - ما أكثر ما أعجبك فيما كُتِب عن عليّ؟ ماذا عن الشيعة في هذا الخصوص؟ وماذا لو انقلبت الآية وقرأت من إنسانٍ مسلمٍ كتاباً عن السيد المسيح؟ أتلقاه بموضوعيّة، ولا يعنيني إذا كان دينياً، لأنني لست متديناً، وهذا لا يمنعني من احترام علي والمسيح، وأنا لم أقرأ كثيراً كتابات سواي عن علي، وما قرأته متشابه لا شيء أفضل من سواه، وأنا لن أقرأ عن المسيح كتاباً كتبه خوري كما أقرأ مثلاً ما كتبه تولستوي أو غوركي الذي كان شيوعياً. ولا تستطيعين ذكر المسيح أمامه إلا بالاحترام المطلق لأنّه رغم شيوعيته يراه أعظم ما يمكن أن يصل إليه إنسان، وهنا تكمن الموضوعية. - من يمثِّل في نظرِك اليوم امتداداً لنهج عليّ بن أبي طالب (ع)؟ ربما كثيرون في أممٍ أخرى لا أعرفهم، ولكن على حدّ علمي في لبنان الإمام السيد موسى الصدر أراه ابناً للإمام عليّ، ولهذا السبب أبعدوه. - لو قدّر لك أن ترى الآن فجأةً عليّاً.. ماذا تقول له. وحوارنا هذا سينشر في ذكرى مولده؟ صار عمرك ألفاً وأربعمئة سنة، وسيصير مليوناً وألفاً وأربعمئة سنة، وستبقى كما أنت، عظيماً وكبيراً تُقتدى. |
( 5 ) الشيعي اقوى رجل في العالم د . ناهدة التميمي (أستاذة علم الاجتماع بجامعة السربون) http://www.iraqcenter.net/vb/32376.html
هكذا وصفه الكاتب المصري الكبير محمود عباس العقاد, فقد روى العقاد انه ذات مرة كان مدعوا لحضور عزاء حسيني عند جماعة شيعية في مصر ... وانه بعد الانتهاء من مراسيم العزاء والضيافة الحسينية والعشاء الذي يقدم بهذه المناسبة .. وقبيل الفجر.. قام القوم فطبروا رؤوسهم .. يتابع العقاد انه بعد ذلك خرج من منزل هذه الجماعة وهو مستهجن لهذا الفعل .. ثم ما لبث بعد ان وصل داره وارتاح قليلا ..ان جلس يفكر في الامر ويقول في نفسه ما الذي يدعو هؤلاء القوم لتطبير رؤوسهم وما الذي يبقيهم بعد قرابة الف واربعمائة عام متمسكين بهذه الشعائر والمحافظة عليها واقامتها رغم الظلم والملاحقة والمضايقة والتضييق عليهم وزجهم بالسجون وقتلهم من قبل الحكام بتهمة الانتماء الى هذا المذهب.. بل ماالذي يجعلهم يصرون على اقامة هذه الشعائر رغم انها ممنوعة وبهذا الاصرار وهذا العناد وهذا الفداء ثم يضيف العقاد ان كل هذه الافكار التي راودته عن الشيعة وشعائرهم وقوتهم وصلابتهم وتمسكهم بها رغم المحظورات من السلطة جعلته يؤلف كتابه الحسين بن علي ( ابو الشهداء ) والذي يصف فيه العقاد الشيعي بانه اقوى رجل في العالم لان الظلم والطغيان والملاحقة لم تثني عزيمته بل زادتها قوة واصرار . المذهب السلفي المتشدد الذي نراه اليوم ونسمعه من وعاظ ال سعود ما هو الا امتداد لفكر ونهج بني امية ووعاظهم عديمي الذمة والذين ناصبوا اهل البيت ومن والاهم العداء خوفا من ثورية هذا المذهب والذي لايرتضي حاكما جائرا او فاجرا او ظالما .. فكل فاسق تمسك بنهج التكفييرين الذين يقرون بجواز الصلاة وراء حاكم فاجر وجائر.. وبعدم الخروج على الحاكم حتى لو كان فاجرا .. فهل يعقل ان تكون هذه تعاليم السماء للبشر بالقبول بالظلم والمفسدة وسرقة اموال الشعوب بحجة درء الفتنة . هذا السبب الذي جعل بني امية ومن بعدهم بني العباس والعثمانيين يتمسكون بمذهب تكفير الشيعة حفاظا على عروشهم . فالسنة الصحيحة التي نعرفها هي سنة ابو حنيفة النعمان والذي مات في سجون المنصور حبا بال البيت وايمانا بحقهم ...وهي سنة ابن حنبل الذي لو قرات مسنده لوجدت من الاجلال والاكبار والتبجيل لال البيت مالم يكتبه احد .. وهي سنة الشافعي الذي قال اجمل واروع الاشعار في حب ال محمد (ص ) والذي قال ان كان رفضا حب ال محمد ......... فليشهد الثقلا ن اني رافضي...!!!! والذي جاء به الرشيد مخفورا مقيدا بالاغلال والسلاسل من اليمن الى العراق لانه تناهى الى سمعه ان الشافعي في حلقاته الدينية في اليمن كان يدعوا الى ال البيت وحقهم واحقيتهم في الخلافة .. وكان الرشيد قد حكم عليه بالموت لولا انه اثناء جلبه الى مجلس الرشيد اضطروا للانتظار قليلا لان الرشيد كان مشغولا بحل مساله علمية شائكة عجز العلماء في مجلسه عن حلها .. عندها استاذنه الشافعي بالتدخل لحلها .. مما جعله يصفح عنه وينفيه الى مصر. نعم الظلم المتعاقب على الشيعة لم يمحو ذكرهم بل جعلهم اقوى واقوى فرغم ظلم العصور المتعاقبة والمتلاحقة اقام الشيعة شعائرهم علنا وليس تقية كما يدعون .. فما زادتهم المحن والنوائب الا صلابة .. ولا ادري ما الذي يضير في اقامة مراسيم العزاء لامامهم الشهيد وحبيب المصطفى علية الصلاة والسلام .. فهؤلاء القوم لم يدعوا الى قطع راس انسان او تفجير ابرياء او حرق زرع او ضرع .. الثبات على المباديء حتى لو كانت الحياة هي الثمن كما فعل الحسين عليه السلام هو الذي جعل الشيعي اقوى انسان في العالم. ناهدة التميمي |
(6) المؤسسة التعليمية الدينية الحوزات العلمية عند الشيعة الامامية(1) الشيخ محمد مهدي الاصفي http://www.alsadrain.com/taghrib/376.htm
تمهيد (ولولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون). (2) هذه الآية الكريمة من سورة التوبة هي الأساس للمؤسسة الدينية التعليمية، وهي تحض المؤمنين أن تنفر من كل فرقة منهم طائفة للتفقّه في الدين، لينهضوا بدور الانذار والتبشير والتثقيف إذا رجعوا اليهم. وإذا كان التفقّه في الدين في عصر الوحي يتمّ في فترة زمنية قصيرة فإن التفقه في الدين يحتاج اليوم الى زمن طويل وجهد كبير، ودراسة منظمة؛ وذلك للتعقيد الحاصل في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والادارية والقانونية لحياة الناس، وهذا التعقيد يتطلّب جهداً اكبر للاجابة على مسائل الناس الفقهية. هذا من جانب، ومن جانب آخر للتطور الحاصل خلال هذه العصور، في آلية الاجتهاد والفقاهة، والتي تمكّن الفقيه من تغطية مساحات واسعة من حياة الناس فقهيّاً. ومن جانب ثالث تزايد الحاجة الى الثقافة الاسلامية نتيجة التعقيدات الحاصلة في الساحة الثقافية، وتتطلب هذه الحاجة من طالب العلم جهداً أكبر ليتمكن من تثقيف الناس بثقافة الوحي، وإزالة الشبهة والشكوك عن ثقافة الوحي. وكل ذلك يتطلب أن يحقق المسلمون حالة الاستنفار للتفقه في الدين، الى جانب الاستنفار لمجاهدة النفس، وهذا الاستنفار حكم من أحكام الدين. وانطلاقاً من هذه الآية المباركة من سورة التوبة أقام المسلمون المؤسسات والمدارس للتعليم الديني على امتداد التاريخ، وقد حفظت لنا هذه المؤسسات والجوامع والمدارس الدينية أصالة ونقاوة الفكر الديني النابع من الوحي الى اليوم. ورغم أن بلاد المسلمين قد تعرضت لهزّات ومصائب كثيرة نتيجة التقلّبات السياسية؛ إلا أن هذه المدارس والحوزات الدينية بقيت تحافظ على أصالة هذا الدين، وارتباط المسلمين بدين الله، والتزامهم بأحكامه وحدوده، على امتداد هذا التاريخ الطويل. وهذه الجوامع والمدارس والحوزات تنتشر في رقاع وأقاليم كثيرة من العالم الإسلامي كالحرمين الشريفين والنجف في العراق، وقم في ايران والزيتونة في تونس، والأزهر في مصر، والقرويين في المغرب، وندوة العلماء في الهند، وغيرها من الحوزات والجوامع العلمية التي حفظت لنا القرآن والحديث والفقه والتراث والعقيدة والأخلاق والثقافة الاسلامية النابعة من الوحي. وكانت بمثابة الحصون المنيعة التي حفظت هذا الدين من عوامل التخريب الكثيرة التي استهدفت رسالة الله تعالى الى هذا اليوم. ومن الطبيعي ان تتأثر هذه الحواضر العلمية سلباً وايجاباً بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلا أنها تمكنت من أداء رسالتها، في كل الظروف ضمن مدّ وجزر الى اليوم الحاضر. وعندما تساقطت قلاعنا أمام الغزو الثقافي والحضاري القادم من الغرب؛ كانت هذه المراكز من المراكز القليلة التي قاومت هذا التيار الزاحف من الغرب، ولم تسقط في هذا الصراع الحضاري الذي تعرضت له بلادنا في الشرق الإسلامي. وفي هذه الدراسة سوف اتحدث ان شاء الله عن أهم المكاسب والخبرات والتجارب والانجازات التي حققتها مدرسة أهل البيت (ع) الفقهية في العراق وايران، وهما مدرسة (النجف) في العراق، ومدرسة ( قم) في ايران.تاريخ المدرستين يرجع تاريخ الجامعة العلمية في قم الى الربيع الأول من القرن الرابع الهجري في عصر البويهيين، وعاش في هذه الفترة في قم والري علماء كبار أمثال الشيخ الكليني، المتوفى 329 هـ وابن بابويه المتوفى في نفس السنة، وابن قولويه المتوفى في سنة 369 والشيخ الصدوق المتوفى عام 381 هـ، وغيرهم من كبار المحدّثين والفقهاء. وعليه فإن تاريخ هذه الحوزة العلمية يرجع الى احد عشر قرناً؛ واستمرت هذه المدرسة منذ ذلك الحين الى اليوم تمارس نشاطها العلمي في الحديث والفقه في مد وجزر. ويرجع تاريخ الجامعة العلمية في النجف (العراق) الى 448 هـ أي منتصف القرن الخامس الهجري، عندما انتقل الشيخ الطوسي (رض) الى النجف لما كُبس على داره ببغداد، وأخذ ما وجد فيها من دفاتره وكتبه، ومنذ ذلك الحين استمرت مدرسة النجف (بجوار الكوفة) في ممارسة نشاطها العلمي الى اليوم، في مد وجزر كذلك، وهذه المدة تقارب الألف عام. ولقد كتب نجم الدين المحقق الرضي الاسترآبادي المتوفى سنة 688 هـ كتابه الكبير المعجم في النحو على شرح الكفاية في النجف قبل 734 سنة ويكتب في نهايته، قد تم تمامه في الحضرة المقدسة الغروية، على مشرفها صلوات الله العزة سنة ست وثمانين وستمائة. النجف وقم هما الجامعتان الفقهيتان الأم في مدرسة أهل البيت (ع)، وهما من أعرق الجامعات الاسلامية، او الحوزات العلمية كما يسميها ابناء هذه الجامعة. وقد اكسبت هذه العراقة التاريخية هاتين الحوزتين الكثير من الخبرة في القرآن والحديث والفقه، وهي أمهات العلوم في هاتين الجامعتين. ولأن هاتين المدرستين كانتا تحتلان موقعاً سياسياً واجتماعياً في اوساط اتباع أهل البيت (ع)، فإن هاتين المدرستين كسبتا خلال الفترة خبرة سياسية واجتماعية وعلمية وأخلاقية وتربوية كبيرة. وسوف نعكس في هذه المدرسة إن شاء الله طرفاً من هذه الخبرة في المجال السياسي والاجتماعي من جانب، وفي المجال العلمي من جانب آخر، وفي المجال التربوي من جانب ثالث. 1ـ في المجال التعليمي والاجتماعي أـ الاستقلال السياسي: ومن أهم هذه الخبرات الاستقلال السياسي لهذه المدارس عن الأنظمة والحكومات، التي كانت تحكم هذه البلاد في فترات التاريخ المختلفة. وذلك لأن مسؤولية الفقهاء والعلماء هي الرقابة العامة على كل المرافق والمؤسسات الاجتماعية، ونقدها ومحاسبتها. وعلى رأس هذه المؤسسات مؤسسة الدولة بكل أجهزتها ودوائرها الفرعية، فإذا تحولت الجامعة الدينية الى جامعة تابعة لمؤسسات النظام وملحقة بها لم تعد تملك القدرة الكافية على رقابة هذه المؤسسة والمؤسسات التابعة لها ونقدها، ولو تحول الفقهاء الى موظّفين في الدولة لم يملكوا القدرة على النقد والرقابة البتة. ب ـ الاستقلال الاقتصادي: والاستقلال السياسي يتبع الاستقلال الاقتصادي، فلو كانت المؤسسة الدينية تابعة اقتصادياً لمؤسسة الدولة؛ لا تستطيع بالضرورة ان تحافظ على استقلالها السياسي ... القضيتان تؤلفان معادلة واحدة، لا يمكن فصل بعضها عن بعض، والاستقلال الاقتصادي لا يتحقق إلا بالاكتفاء الذاتي. وتعتمد حوزاتنا الفقهية ومساجدنا إدارة شؤونها على الحقوق الشرعية من الزكوات والأخماس. ويعتقد فقهاء الإمامية أن تشريع الخمس أوسع من خمس غنائم الحرب الذي ورد في آية الخمس من سورة الأنفال: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) فهذه الآية تخص مفردة من مفردات الخمس. وقد صحّ عندنا من حديث رسول الله (ص) إن رسول الله (ص) كان يأمر بجباية خمس فائض رأس المال. والخمس والزكاة تغطيان مساحة واسعة من نفقات الحوزات، والمدارس الدينية والمساجد التابعة للمؤسسة الدينية الكبيرة.مطاوعة الجمهور وهذه الاطروحة اطروحة جيدة، تمكن المؤسسة الدينية من القيام بمسؤولياتها في ادارة الشؤون الدينية في المجتمع، ولكن النقطة السلبية في هذه الأطروحة أنها تقود المؤسسة الدينية باتجاه تبعية الجمهور. ومطاوعة الرأي العام، وذلك لأن المؤسسة الدينية عندما تحاول أن تحقق لنفسها حالة الاكتفاء الاقتصادي من ناحية الحكومات، فلا محالة تعتمد في تمويل مؤسساتها وأعمالها على إنفاق الناس ... والاعتماد على الناس في التمويل من الممكن ان يسلبها استقلالية الرأي، والقرار حتى لو كان هذا الإنفاق ضمن الحقوق الشرعية، وعليه فإن المؤسسة الدينية تحتاج الى جهد ذاتي كبير لتحفظ نفسها من الانقلاب من حالة التبعية الرسمية الى حالة مطاوعة الجمهور.ثقة الجمهور وطاعتهم للفقهاء قلما نجد نظيراً لهذه الثقة والطاعة من ناحية الجمهور للفقهاء، ولست أقول لا نجد، وأتباع مدرسة أهل البيت (ع) يُعرفون بهذه الميزة ويشتهرون بها. وسبب ذلك يعود: أولاً الى تعليمات أهل البيت (ع) لشيعتهم بطاعة الفقهاء والثقة بهم والالتفاف حولهم. وقد تكرّر الأمر والتوصيات بذلك من ناحية أئمة أهل البيت (ع)، وهذه التعليمات أكسبت موقع الفقاهة عند الإمامية قيمة اجتماعية وسياسية كبيرة. والعامل الآخر هو سلوك الفقهاء تاريخياً الى اليوم، فإن المعروف منهم الأعراض عن الدنيا ومتاعها، والزهد فيها، وعدم الاستغراق في لذاتها وطيباتها، أولاً، والاهتمام بشؤون الناس وهمومهم ومصائبهم ثانياً. يقول أمير المؤمنين (ع) في الخطبة الشقشقية في صفة العلماء: (وما أخذ الله على العلماء ألا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم) أي لا يسكتوا عن تـُخمة ظالم ولا جوعة مظلوم ... وهذا الاهتمام بشؤون الناس والمراعاة لحقوقهم والدفاع عنهم في مقابل الظالمين، بالاضافة الى ما عرف عنهم تاريخياً من الإعراض عن الدنيا والزهد فيها ... من عوامل طاعة الناس لهم وثقتهم بهم ومحبتهم لهم وهذه الحالة لا تزال الى اليوم باقية، وإن كان يصيبها مدّ وجزر أحياناً. وقد سألني أحد الأخوة عن قصّة الملك ناصر الدين القاجار مع زوجته، حينما طلب منها أن تعدّ له دخان التبغ اليومي الذي اعتاده كل يوم ... وكان المرحوم السيد حسن الشيرازي قد حرّم استعمال التبغ على المسلمين بعد أن أعطى الشاه حق احتكار التبغ لشركة انجليزية، تستأثر به في أطماعها الاستثمارية، فامتنع المسلمون في ايران جميعاً عن استعمال التبوغ، استجابة لحكم الفقيه، فلما طلب الشاه من زوجته داخل قصره أن تأتي اليه بما اعتاده من شرب التبغ يومياً امتنعت، فلما زجرها قالت له: الذي أحلّني عليك حرّمها عليَّ. هذه الثقة الغالبة والطاعة النادرة بمثابة عتلة قوية استخدمها الإمام الخميني (رض) في حياتنا المعاصرة، في الاطاحة بالنظام البهلوي الفاسد وإقامة دولة اسلامية محله، ولولا هذه الثقة وهذه الطاعة النادرة لم يكن مثل هذه الثورة العامة بمقدور أحد من الناس. وليس من شك أن هذه عطية إلهية جليلة، حبا الله بها الفقهاء، وعليهم المحافظة عليها، والمحافظة عليها تكون بالمحافظة على مسيرة السلف الصالح من الفقهاء، بالإعراض عن الدنيا والزهد فيها، والاهتمام بهموم الناس، ومعايشة الناس في سرائهم وضرائهم، وعدم حجب الناس عنهم. فإن الجمهور يحمل فطرة سليمة في التقويم والتقدير، فيضع الثقة حيث تجب الثقة، وتحجب الثقة حيث لا يستحق الثقة. فإذا حجب الجمهور ثقته عن شخص فالأحرى به أن يراجع نفسه وعمله قبل أن يتّهم الناس في إقبالهم وإعراضهم، او يشك في سلامة تقديرهم، فقد دلتنا التجارب الكثيرة إن الله تعالى زود جمهور المؤمنين بحسّ مرهف دقيق في التوثيق والتقييم.الدفاع عن قضايا المسلمين وجدنا الفقهاء دائماً خلال تاريخنا المعاصر في المقدمة من خطّ المواجهة، في كل القضايا السياسية المصيرية التي تتعرض له بلاد المسلمين؛ في ثورة العشرين في العراق، عندما قاد فقهاء النجف جمهور العراقيين لطرد الانجليز من العراق، وثورة الدستور في ايران، عندما قاد العلماء الجمهور الى المطالبة بالدستور في ايران، وتحرك الإمام الحكيم في وجه المد الأحمر الشيوعي في العراق، وقيام العلماء بالثورة ضد البرامج التي اعلنها الشاه في ايران، وغير ذلك من الثورات والانتفاضات والحركات الشعبية الواسعة، كان آخرها قيام الإمام الخميني (رض) بالاطاحة بحكومة البهلوي الفاسدة ولم يقتصر فقهاء أهل البيت على القضايا التي تخصّ مساحة نفوذهم وانما كانوا يحملون هموم وقضايا العالم الاسلامي في شتى أقاليم المسلمين، مثل قضية الجزائر وفلسطين، وكشمير والبوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان، وسائر الجروح في جسم العالم الاسلامي. ولا يختلف عندهم أن يتعرض للظلامة شيعي أم سني، فالمسألة عندهم الإسلام والكفر. وقد رأينا وقوف علماء الشيعة بكلمة واحدة أمام الاحتلال الانجليزي، عندما اشتبكت القوات العثمانية والانجليزية في حروب ضارية في العراق، وكانت غاية الانجليز اخراج آل عثمان من العراق. والذين يعرفون تاريخ العراق المعاصر يعرفون ماذا لقي شيعة العراق وهم أكثرية الشعب، من ظلم آل عثمان وعدوانهم خلال فترة حكمهم في العراق... ومع ذلك لما جدّ الجد واشتبكت الجيوش العثمانية بالجيوش الانجليزية في العراق؛ هب علماء الشيعة في العراق لمواجهة الانجليز وأتبعهم المسلمون كافة سنة وشيعة، وكان القائد التركي يقول عن ساحة المعركة: كلما ضاقت بنا الحرب، واشتدت بنا الأزمات كنت أنظر الى خيمة فقيه الشيعة شيخ الشريعة الاصفهاني تحت وابل الرصاص، وهو ثابت مطمئن في شيخوخته وعجزه، فاكتسبت منه القوة والطمأنينة والثقة في الموقف العسكري.الدعوة الى التقريب ومن اهتمامات فقهاء الشيعة الدعوة الى وحدة المسلمين، وملء الفجوات التي احدثها اعداء الاسلام فيما بين المسلمين، والعمل الجاد لتوحيد الرأي والموقف السياسي، في كل القضايا الأساسية التي تهم العالم الاسلامي، وازالة الحدّة والتشنج من الخلافات التاريخية والعقائدية والفقهية بين المسلمين، و ليس معنى التقريب أن يتحول السني الى الشيعي ولا العكس، ولكن معنى التقريب إزالة التشنج والحدّة من هذه الخلافات أولاً، وطرح المسائل العلمية التي يختلف فيها المسلمون، في ضوء البحث العلمي الموضوعي النزيه ثانياً، كما يتفاهم فقهاء طائفة واحدة فيما بينهم، والبحث عن المفاهيم والتصورات والأحكام والقواعد والأصول الفقهية والأحاديث المشتركة، لتكون قاعدة للتلاقي بين المسلمين، ثالثاً ورابعاً: السعي الجاد لتوحيد الموقف السياسي في القضايا الاسلامية الأساسية مثل قضية فلسطين وأفغانستان والعراق وسائر مصائب المسلمين. وقد أثّرت الأعمال الكبيرة التي نهض بها فقهاء أهل البيت (ع) في ايجاد ارضية واسعة وخصبة للوحدة الاسلامية. فمن الناحية العلمية دوّن علماء الشيعة مدونات واسعة في الحديث المشترك، والأسانيد الروائية المشتركة بين الشيعة والسنة، والتفسير المقارن والحديث المتفق عليه، والفقه المقارن بين الشيعة والسنة، والأصول المقارن، والقواعد الفقهية المقارنة. كما كتب السيد عبدالحسين شرف الدين (رض) كتاباً في تحديد عنوان (الإسلام)، وحرمات المسلمين التي لا يجوز انتهاكها بحال. واسم الكتاب (الفصول المهمة في تأليف الأمة)، وهو كتاب قيّم يحسن بكل دعاة التقريب قراءة هذا الكتاب، الذي استقى المؤلف مفاهيمه من الكتاب الكريم، وما صحّ من السنة الشريفة عند الشيعة وأهل السنّة. كما كان للإمام كاشف الغطاء جولات واسعة في سبيل توحيد كلمة المسلمين، ومؤلفات وخطب ومقالات كثيرة. وكان الإمام السيد حسين البروجردي الزعيم والمرجع الديني المعروف من دعاة التقريب، وممن ساهم في تشييد صروح التقريب، وكان بينه وبين الإمام الشيخ محمود شلتوت شيخ جامع الأزهر (رض) مراسلات وتعاون في أمر التقريب. رحم الله الماضين منهم، وحفظ الله لنا الباقين. 2ـ في مجال الدراسات الفقهية: لأن فقهاء مدرسة أهل البيت (ع) لم يغلقوا باب الاجتهاد قط، واستمرت حركة الاجتهاد في حلقات متصلة، متواصلة في مدرسة أهل البيت (ع) ... هيأت هذه الحركة فرصاً جيدة لتكامل ونضج وتطور الآليات الفقهية للاجتهاد في هذه المدرسة.الآليات الفقهية للاجتهاد في هذه المدرسة
وظهر خلال هذه الفترة فقهاء كبار أحدثوا تغييرات واسعة في منهج الاجتهاد وتطويره، وظهرت مدارس فقهية جديدة، مكّنت الفقهاء من ممارسة الاجتهاد بدرجة عالية من الكفاءة والدقة، والفرز الدقيق لموارد استخدام الأدلة والحجج. وفيما يلي نشير الى بعض هذه النقاط بصورة إجمالية، ونترك البحث التفصيلي والفنّي عنها الى مواضعها: 1ـ الموازنة بين العقل والنقل: (النص) هو المصدر الأساسي للاجتهاد بلا شك، سواء كان النص من الكتاب، أم من السنّة. غير أن نصوص السنّة لابدّ ان تناقش من حيث السند بصورة دقيقة؛ لتمييز الصحيح منها عن غير الصحيح. والفقيه يتعامل مع النص من منطلق الحجية والتعبّد، ولا يصح له أن يتجاوز النص، أو يطوّع النص لرأيه، او يحمل على غير معناه الصريح، إذا كان نصاً في معناه، او غير معناه الظاهر، إن كانت الآية أو الرواية ظاهرة في معناها. ولا اجتهاد في مقابل النص، وكل اجتهاد أو رأي في مقابل النص فهو باطل البتّة ... ولا يلجأ الفقيه الى الاجتهاد إلا عند فقدان النص او إجماله او تعارض النصوص. وعليه فإن النص هو المصدر الأساس للفقيه في فهم الحكم الشرعي ... وهذا هو الجانب النقلي من الاجتهاد، وهو البعد الأول والأهم في الاجتهاد والى جانب هذا البعد البُعد العقلي في الاجتهاد. وللعقل ثلاثة أدوار في الاجتهاد: الدور الأول في فهم النص. فقد يحتاج الفقيه في فهم النص واكتشاف آفاقه ومجالات تطبيقه الى الدقة العقلية، وهذا التدقيق في فهم النص لا ينافي ما ذكرنا آنفاً من منهج (الاستظهار)، وعدم العدول عن صريح الكلام في النصوص وعن ظاهر الكلام في غيرها. والدور الثاني في الأدلة العقلية المستقلة وغير المستقلة، والعقل بمعنى القطع واليقين حجة يحاجج الله تعالى بها عباده، وهذا باب واسع من العلم، لا يسعنا أن نتحدث عنه الآن بأكثر من هذه الإشارة. والدور الثالث للعقل الأصول العقلية التي يلجأ اليها الفقيه عندما لا يجد سبيلاً الى الدليل الشرعي. وهكذا نجد أن الفقيه يوظّف العقل لخدمة النص وفهم الحكم الشرعي في ثلاثة اتجاهات، في فهم النص وفهم مجالات تطبيقه أولاً، وفي اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل بقانون الملازمة، بين الحكم العقلي والشرعي ثانياً. وفي تحديد الوظيفة العقلية عند فقدان الدليل ثالثاً. وهذا الاستخدام الواسع للعقل في عملية الاجتهاد لا يُحجِّم دور الدليل النقلي في عمل الفقيه، إذا عرفنا أن الدليل النقلي الذي تتبعه الفقيه هو الأساس في عملية الاجتهاد وفهم الحكم الشرعي.2ـ الموازنة بين الأصولية والتطوير: الأصولية هي الصيغة العامة للاجتهاد، والفقيه المتمرس في الفقه يعطي قيمة كبيرة لكلمات الفقهاء المتقدّمين، وللاجماعات الفقهية التي يركن اليها الفقيه في الاستنباط، وحتى للمرتكزات الفقهية، ولسيرة المتشرعة. ويحافظ الفقيه على المنهج الفقهي المألوف والموروث، ويعتبر هذا النهج أساساً صحيحاً للاستنباط تركن اليه النفس. والى جنب هذه الصيغة الأصولية العريقة في الاستنباط، والتي توليها الحوزات العلمية التابعة لمدرسة أهل البيت (ع) اهتماماً كبيراً ... نجد أن هناك سعياً جاداً لتطوير آلية الاستنباط. والذي يتبع التطور العلمي الحاصل في هذه المدرسة؛ يجد أن فقهاء هذه المدرسة اكتشفوا خلال عملهم العلمي آليات جديدة في عملية الاستنباط. وأضرب على ذلك مثلاً ـ تقسيم الفقهاء الأدلة والحجج في أصول الفقه الى طائفتين: (الامارات) و(الاصول) ويتم تنظيم العلاقة بينهما من خلال قاعدتي (الحكومة) و(الورود). وإذا عرفنا أن ترتيب الأدلة من المسائل الأساسية التي يواجهها الفقه في عملية الاستنباط، وتحوج الفقيه الى نظام واحد عام في الفقه؛ لتقديم الأدلة بعضها على بعض، ولا يمكن الاكتفاء بالعلاجات والحلول الموضعية ... نعرف قيمة هذا الكشف العلمي الذي توفق له الفقيه الشيخ الأنصاري (رض) لأول مرة في تاريخ الفقه، وتترتب على هذا الكشف آثار كبيرة في تقديم الأدلة بعضها على بعض. إن الاجتهاد عملية صعبة، تتعهد بتطبيق الثابت على المتغير، فإن شريعة الله ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، وظروف الحياة الاجتماعية متغيرة شديدة التغيير، ومهمة الاجتهاد هي تطبيق ثوابت الشريعة على متغيرات الحياة، وهي مهمة شاقة تحتاج الى جهد متواصل، في تطوير آلية الاجتهاد ليكون قادراً على تحقيق هذه المهمة.الموازنة بين حرية الرأي وانفتاح باب الاجتهاد، وبين الالتزام بالحجة وضوابط الاجتهاد اشتهر فقهاء مدرسة أهل البيت (ع) بالانفتاح على الآراء المختلفة، وقبول تعددية الرأي في الفقه، ولم ينغلق باب الاجتهاد في هذه المدرسة قط، وقد اثمر هذا الانفتاح ثمرات طيبة في تنامي وتكامل الدراسات الفقهية. وتتميز الدراسات الفقهية في الحوزات العلمية التابعة لهذه المدرسة بإفساح المجال لمناقشة الآراء وحرية ابداء الرأي، والنقاش العلمي يجري على كل الأصعدة بين الطلبة والأساتذة، وبين الطلبة أنفسهم، وبين الفقهاء وأساتذة الدراسات العليا على أعلى مستويات (القمّة). ويتناقل الطلبة أجواء هذا النقاش وقناعاتهم العلمية، ويتمخض هذا النقاش عن تكامل حركة الاجتهاد. يقال أن فقيهين معاصرين هما الفقيه المحدث البحراني (رض) صاحب الموسوعة الفقهية (الحدائق الناضرة) في الفقه، والفقيه الأصولي الوحيد البهبهاني صاحب كتاب (الفوائد الحائرية) تلاقيا بعد صلاة العشاء في ساحة الحائر الحسيني بكربلاء؛ فأخذا في نقاش مسألة فقهية حتى آن وقت اغلاق ابواب الروضة، فطلب منهما سادن الروضة أن يخرجا عن ساحة الروضة فخرجا، ووقفا خارج ساحة الروضة، وهما يواصلان النقاش في نفس المسألة، فذهب السادن الى بيته للنوم ولما عاد فجراً لفتح أبواب الجامع للصلاة، سمع من بعيد نقا شهما، فذكّرهما بقرب دخول وقت صلاة الفجر فرجعا الى الجامع للاستعداد للصلاة. ويؤاخذ البعض حالة الانفتاح على الرأي الآخر، وحرية النقاش في هذه الحوزات بالمبالغة في الانفتاح ... ومهما يكن نصيب هذه المؤاخذة من الصحة، فإن أمثال هذا الانفتاح وحرية إبداء الرأي والمناقشة ضمن ضوابط الاجتهاد، يؤدي الى تنضيج وتكامل هذه الحركة. ونحن من خلال التجربة الطويلة في هذه المدارس نعرف جيداً أن هذه الحرية في نقد الرأي، والانفتاح على الرأي الآخر، يتم ضمن ضوابط الاجتهاد الدقيقة ... ووجود هذه الضوابط يحفظ حركة الاجتهاد من الانفراط والخروج عن الحدود، ولذلك استمرت حركة الاجتهاد في مدرسة أهل البيت (ع) بين المحافظة على التراث والمعاصرة، وبين الأصولية والتطوير، ولم تخرج هذه الحركة عن الخطوط العامة المقبولة في هذه المدرسة.الاستناد الى الحجة إن القيمة العلمية الوحيدة في هذه المدرسة للحجة وما لم يعتمد الرأي على الحجة القطعية لا يكون مقبولاً ولا صواباً، والشك في الحجية يساوق دائما القطع بعدم الحجية. إذن، لابد أن يستند الرأي أخيراً الى الحجة، حتى يكتسب الصفة العلمية، وهذه القاعدة تحفظ حركة الاجتهاد في هذه المدرسة عن الزيغ والخطأ، في الوقت الذي تحرص قيمة هذه المدرسة على فسح المجال للتعددية في الرأي الفقهي، وتلاقح الآراء والأفكار. 3ـ في المجال التربوي للعلماء موقع حساس وخطير في هذه الأمة، وهو موقع التوجيه والتثقيف والتربية والاصلاح. وليس العلم كل شيء في شخصية العالم الديني، الذي يتخرج من الحوزات العلمية، وإنما هو أحد شطري شخصية العالم الديني، والشطر الآخر والأهم في هذه الشخصية هو الخلق الإسلامي وتهذيب النفس، وما لم يكتسب العالم الديني هذه الخصال الحميدة لا يستطيع أن يؤدي حق العلم؛ فإن الناس يأخذون من الخصال الحميدة للعالم الديني أكثر مما يستمعون اليه ويقتبسون من عمله أكثر مما يُصغون اليه ... وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه كان يقول لأصحابه: (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم). ومهمة العالم الديني ليس هو التعليم فقط، وإنما التعليم والتزكية معاً في امتداد خط الأنبياء (ع): (يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة). ولا تتيسر التزكية للعالم الديني إلا إذا كان معلم التزكية هو على درجة عالية من التزكية. ولذلك فإن منهج التهذيب والتزكية في مقدمة المناهج والأعمال التي تُعنى بها الحوزات العلمية التابعة لمدرسة أهل البيت (ع) ... ويدخل شباب الطلبة من بلاد شتى ومن أمزجة وأخلاق وسلوكات نفسية متعددة، فتصهرهم الحوزة العلمية في أجوائها خلال سنوات عديدة، وتطبعهم بطابعها الخاص، فيغلب عليهم الخشوع، والتفكير، وخشية الله، وحب العبادة، والاشتغال بذكر الله، والتقوى. وطبيعي أن يكون ذلك بدرجات مختلفة، وليس كلهم يبلغ القمّة في ذلك، إلا أنهم جميعا يسلكون هذا الطريق وتصهرهم الحوزة بحرارتها التربوية العالية، إلا من شذ منهم. ومن الطبيعي أن هذه الحالة من الانصهار قد هبطت بنسبة عكسية مع التوسع الكلي للحوزة، ولم يعد اليوم كما كان قبل خمسين سنة، ولكنها باقية الى الآن وفاعلة، ومؤثرة، وإن كانت دون الطموح. ويدرس اليوم أساتذة الحوزة طريقة معالجة هذا الهبوط الروحي النسبي في نفوس الطلبة، في ظروف التوسع الكمي الهائل الذي اكتسبته الحوزات العلمية في السنين المتأخرة، وتنعقد لذلك مؤتمرات ولجان عمل لتحقيق الطموح الذي تطمح اليه الحوزة العلمية في أبنائها. وثمرة هذا الجهد التربوي الذي تهتم به الحوزات العلمية، ثمرة طيبة، فقد أنشأت هذه الحوزة عباداً صالحين لله، رزقهم الله حظاً كبيراً من تهذيب النفس وتزكيتها، وأذاقهم حلاوة ذكره، وشغلهم به تعالى عن غيره، (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)، يدخلون معنا في ساحات حياتنا، في السوق، والمدارس، والدوائر، والشوارع، ويعيشون كسائر الناس، إلا أن شيئاً من ذلك لا يشغلهم عن ذكر الله تعالى ويصح فيهم بشكل دقيق حديث الحاضر الغائب، فهم حاضرون في مجامع الناس بأبدانهم وغائبون عنها بقلوبهم حاضرون في مجامع الناس بأبدانهم لأداء المهمات التي ألقاها الله تعالى على عواتقهم، غائبون عنها لأن قلوبهم معلّقة بعزّ قدسه، ومشغولة عن الناس وهموم الحياة بذكر الله، وشغوفه بحب الله، وشائقة الى لقاء الله وخائفة وجلة من عقوبة الله، ومولهة بجمال الله وجلاله. وأمثال هؤلاء متواجدون في هذه الحوزات، رجالاً ونساء، وشباباً وشيوخاً، لو خليت ـ كما يقال ـ لقلبت ، وليتك تراهم، وهم يقومون بين يدي الله في الأسحار خاشعين للصلاة، فتجري دموعهم على خدودهم وتسمع زفيرهم وانينهم، ونشيج بكائهم، وليتك تراهم وهم سجّداً بين يدي الله يحنّون الى ربهم حنين الواله المشتاق، وترتعد فرائصهم من خشيته، وتخشع جوارحهم وجوانحهم بين يدي الله رب العالمين ... لو رأيتهم في صلاتهم في الأسحار لشغلك ذلك عن نومك وصلاتك، ووددت يطول بك هذا المشهد ولا ينغلق ظلام الليل على الإصباح. وفي هذه الحوزات مناهج ومدارس للتربية والتزكية والتهذيب. وأهم هذه المناهج منهج التأمل والتفكير، والاستغراق في التأمل والتفكير، ومن مسالك التأمل والتفكير مسلك التأمل في النفس، فإن التأمل في النفس من أفضل مداخل التفكير في الله وذكر الله. وقد جعل القرآن الكريم التفكير في النفس قبل التفكير في الآفاق، وكلاهما هاديان الى الله، ولكن التفكير في الأنفس اسرع وصولاً بالانسان الى الله من التفكير في الآفاق، رغم أن أيّاً منهما لا يغني عن الآخر، بالضرورة. ومن هذه المناهج منهج الذكر والعبادة والاشتغال بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وهو من اهم هذه المناهج واكثرها شيوعاً، ولسنا نقصد بالنهج الأول الانشغال بالتأمل والتفكير عن العبادة والعمل، فهذا ما لا تسوّغه روح هذا الدين، ولكن اقصد بمنهج التفكر والتأمل أن تكون الصيغة العامة للمنهج هو التفكر والتأمل ... وأما المنهج الثاني فهو الاستغراق في الصلاة والدعاء والذكر، وهؤلاء يدأبون في تلاوة القرآن والدعاء، وقيام الليل، والمواظبة على النوافل، ويعشقون الليل عشقاً، فإذا حل بهم الليل، وهدأت من حولهم الأصوات وغلقت الأبواب، وذهب الناس الى مضاجعهم؛ قاموا الى صلاتهم كما يقول ربنا تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) فلا تستقر جنوبهم على المضاجع حتى يهبّوا الى عبادة الله. ولليل دولة وللنهار دولة، وكلتاهما دولة الصالحين. وهناك ابطال لدولة الليل رجالاً ونساء، وهناك ابطال لدولة النهار، وأبطال دولة النهار لابدّ لهم من دولة الليل حتى يتمكنوا من القيام بأعباء عبودية الله تعالى وطاعته والدعوة اليه في النهار، وأبطال دولة الليل تنقصهم دولة النهار، حتى لا تعزلهم دولة الليل عن الانصراف الى مسؤولياتهم في النهار، فإذا تكاملت دولة الليل ودولة النهار عندئذ يتكامل الإنسان، ويؤدي حق هذين الشطرين العظيمين من حياته. والعلماء أمراء دولة الليل والنهار. ولذلك يجب عليهم ان يحرصوا على أن يعطوا حق الليل والنهار بشكل كامل. يقول أمير المؤمنين (ع): (أما الليل فصافون اقدامهم يرتلون القرآن ترتيلا، ويستثيرون به دواء دائهم ... أما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء قد برأهم الخوف بري القدّاح). ومن مناهج التربية والتزكية ترويض الجسم والنفس. ومن مفردات الترويض الصيام، والكف عن لذائذ الطعام، والكف عن الاستغراق في النوم ... وبين الجسم والروح علاقة عكسية فكلّما بالغ الانسان في لذات جسمه ـ حتى المحللة منها ـ تضاءل حظه من المعرفة والبصيرة والخشوع، والإنابة، والدعاء، والمناجاة ... وهو رزق تتلقاه النفوس من عند الله، كما تتلقى الأجسام المطاعم والمشارب والمناكح من عند الله، وكل منهما رزق الله، ولكن الإكثار من الأول يؤدي بصورة قهرية الى تحجيم وتحديد حظّ الإنسان من الرزق الثاني، ولابد للإنسان من رعاية الجسم، والمحافظة عليه، وتطييبه بما خلق الله تعالى له من الطيبات، فإن الجسم مركّب الروح والنفس، ومن دون الجسم لا يستطيع الإنسان أن يبلغ ما أراد الله تعالى له من السعي والكدح الى جنابه الكريم، ولكن بشرط أن لا يبالغ الإنسان في ذلك، وبشرط أن يأخذ الإنسان نفسه ببعض التضييق والتشديد في لذاته، حتى يفتح الله تعالى عليه لذات الروح والنفس، ولذات الروح والنفس لا تضاهيها لذة لمن طعم هذه اللذات. ----------------------- (1) تدوين للمحاضرة التي القاها صاحبها في (ندوة التراث التربوي العلمي الاسلامي) التي اقامتها كلية التربية بجامعة السلطان قابوس بمسقط ـ عمان بتاريخ 25 ـ 27 شعبان 1422 في التعريف بالحوزات العلمية الشيعية في ايران والعراق. (2) التوبة: 122. |
(7) سب الامام علي من على المنابر
http://www.alzakera.eu/music/Turas/Turas-0093.htm
القسم الأول : سبه - عليه السلام - على منابر الكوفة
القسم الثالث : سبه - عليه السلام - على منابر المدينة
(41 - 50هـ)
القسم الرابع : ذكر سبهم له - عليه السلام - في كتب
التاريخ وإيقاف عمر بن عبد العزيز لذلك
السرخسي (483 هـ)
وأخيرا
|
|